يا قلبُ دَعْهُم فقد جرّبْتَ غَدرَهُمُ وَفي التّجارِبِ بَعد الغَيّ ما يَزَعُ أكَفّرَ البعدُ عَنهم ما جَنَوهُ أم ال أيّام أنْسَتْكَ بعد البَينِ ما صَنَعُوا وهبْهمُ أحسنُوا هل يُرجعَنّهُمُ إليكَ وجدُك أو يُدنيهِمُ الهَلَعُ ألستَ بالأمسِ فارقْتَ الشَبابَ ولا أعزّ منْهُ فَلِمْ لا رَدّه الجَزَعُ
أسامة بن منقذ
أسامة بن منقذ (1095 - 1188م)، الملقب بـ مؤيد الدولة، وكذلك عز الدين أسامة، يُكّنى أبو المظفر، هو فارس ومؤرخ وشاعر، وأحد قادة صلاح الدين الأيوبي. قام ببناء قلعة عجلون على جبل عوف في عام 580هـ / 1184م بأمر من صلاح الدين الأيوبي. ولد في شيزر لبنو منقذ (أمراء شيزر). ألف آخر حياته العديد من المصنفات.
أأحبابنا مذ أفردتني منكم
أأحبَابَنا مُذْ أفْرَدَتْنِيَ مِنكُمُ صُروفُ اللّيالِي أفْرَدَتْنِيَ بالهَمِّ وحُمِّلتُ ثِقَلَ الشوق عنكُم وإنّني لأضعُفُ عن حَمل التَشَوُّقِ والسّقْمِ كأنّيَ عَودٌ أوهَن الثِّقلُ صحبَه فردّوا عليه ثقْلَهُنّ على رَغْمِ
أما في الهوى حاكم يعدل
أمَا في الهَوَى حاكِمٌ يَعدِلُ ولا مَنْ يَكُفُّ ولاَ يَعذِلُ ولا مَن يَفُكُّ أُسارَى الغَرا مِ والوجْدِ مِن ثِقلِ ما حُمِّلُوا ولا مُنصفٌ عالمٌ أَنّهُ إذا قالَ بالظَّنِّ يُستجهَلُ إذا هُو لم يَدْرِ ما يلتَقي أخُو الوجدِ مِنْ دَائِه يَسألُ لِيَعلَمَ أنَّ سِهامَ الغَرا مِ قبلَ إصابَتِها تَقتُلُ وأنَّ الدموعَ إذا ما سُفِحْنَ أَثَرْنَ لَظىً… متابعة قراءة أما في الهوى حاكم يعدل
لو كان صد مغاضبا ومعاتبا
لو كانَ صدَّ مغاضِباً ومُعَاتِبَا أعتبتُه ووضعتُ خَدّيَ تَائِبَا لكِنْ رأى تلكَ النَّضارَةَ قد ذَوَتْ لَمَّا غَدا ماءُ الشَّبيبةِ نَاضِبَا وتعاقُبُ الأيّامِ أعقَب لِمَّتي من حالِكٍ جَثْلٍ شَكِيراً شَائِبَا ورأى النُّهى بعد الغَوايةِ صَاحبي فثَنى العِنَانَ يُريغُ غَيري صَاحِبَا وأبيهِ ما ظَلَم المشيبُ وإِنَّهُ أمَلي فقلتُ عَساه عنِّيَ راغِبَا أنا كالدُّجَى لما انتهَى نَشَرَتْ لَهُ… متابعة قراءة لو كان صد مغاضبا ومعاتبا
لا ترغبن فيمن إذا شاهدته
لا ترغَبَنْ فيمَن إذا شاهَدْتَهُ وخبَرْتَه لم تُلفِهِ بالشَّاهِدِ ومَتى أردتَ تكثُّراً بدنُوِّهِ فاعلَم بأنَّكَ لم تَزِدْ عن واحدِ
وضح الصباح لناظر المتأمل
وضحَ الصباحُ لناظِرِ المتأمِّلِ فإِلامَ تُوضِعُ في الطريقِ المَجْهِل أوَ ما نَهتكَ السِّنُّ عن مَرَحِ الصِّبا والخوضِ في غيِّ الزَّمانِ الأوَّلِ نَزِّهْ بياضَ الشّيبِ عن دَنَسِ الهوَى فقدِ ارتدَيْتَ الدُّرَّ غير مُفَصَّلِ واعفِ العذولَ عن المَلامِ فلومُه غيرُ الملمِّ بسمعِ من لم يَجهلِ نَضَا صِبغُ الشَّبابِ فلستُ أدري لِصبغٍ حالَ أم تغيرِ حَالِ وما ابيضَّ… متابعة قراءة وضح الصباح لناظر المتأمل
يا دار لو روت محولك أدمعي
يا دار لو روت محولك أدمعي لسفحتها بك أو يمازجها الدم لكن دمع العين يحسب قطره ماء برودا وهو جمر مضرم وإذا رأيتك قفرة من معشري وبني أبي وهم لعمرك ما هم فكأنني عاينت حفرة مالك وكأنني وجدا عليه متمم
أشتاقكم فإذا نظرت إليكم
أشْتاقُكمْ فإذا نَظرتُ إليكُمُ زادَ الدّنُوّ صَبَابَتي وتَشَوُّقي فَمتَى أُفِيقُ وبُعدُكُم يُذكي جَوَى قَلْبِي ويُضرِمُ شوْقَه أن نَلْتَقِي
أئن غض دهر من جماحي أو ثنى
أئِن غَضَّ دهرٌ من جِماحيَ أو ثَنَى عِنانيَ أو زَلَّت بأَخْمَصِيَ النَّعْلُ تَظاهَر قومٌ بالشَّماتِ جهالةً وكم إحْنَةٍ في الصَّدرِ أبرزَها الجهلُ وهل أنا إلاّ السّيفُ فلَّلَ حدَّهُ قِراعُ الأعادي ثم أرْهفَه الصَّقلُ
فإليك بنت الفكر من بعد المدى
فإليكَ بنتَ الفِكر من بُعدِ المَدَى تُهدَى فَشرِّفْها بحُسنِ سَمَاعِ وصِداقُها الإكرامُ لا ما سِيقَ في نِحَلِ الكرائم من لُهىً ومتَاعِ فهي الكريمةُ ليس في أعْرَاقِها عِرقٌ إلى الأطماعِ بالنَّزّاعِ