يا مَليكاً بِذِكرِهِ يَفخَرُ المَد حُ وَيَسمو الإيرادُ وَالوُرّادُ أَنتَ أَعلى مِن أَن تُهَنّى بِعيدٍ بَل تُهَنّى بِمَجدِكَ الأَعيادُ فَاِبقَ في نِعمَةٍ بِها سُرَّ راجي كَ وَرُدَّت بِغَيظِها الحُسّادُ صُمَّ في صَومِكَ العُداةُ وَفي فِط رِكَ مِنهُم تُفَطَّرُ الأَكبادُ
صفي الدين الحلي
صَفِيِّ الدينِ الحِلِّي (677 - 752 هـ / 1277 - 1339 م) هو أبو المحاسن عبد العزيز بن سرايا بن نصر الطائي السنبسي نسبة إلى سنبس، بطن من طيء.
شاعر عربي نظم بالعامية والفصحى، ينسب إلى مدينة الحلة العراقية التي ولد فيها. وعاش في الفترة التي تلت مباشرة دخول المغول لبغداد وتدميرهم الخلافة العباسية مما أثر على شعرهِ، ولقد نظم بيتا لكل بحر سميت مفاتيح البحور ليسهل حفظها. وله العديد من دواوين الشعر
إليك اشتياقي لا يحد لأنه
إِلَيكَ اِشتِياقي لا يُحَدُّ لِأَنَّهُ إِذا حُدَّ لا يُلفى لِضابِطِهِ أَصلُ وَكَيفَ يُحَدُّ الشَوقُ عِندي بِضابِطٍ وَليسَ لَهُ جِنسٌ قَريبٌ وَلا فَصلُ
أشرت عليك فاستغششت نصحي
أَشَرتُ عَليكَ فَاِستَغشَشتَ نُصحي لِظَنِّكَ أَنَّ مَقصودي أَذاكا وَأَغراكَ الخِلافُ بِضِدِّ قَولي فَكانَ الفِعلُ مِنكَ بِضِدِّ ذاكا وَشاروني العُداةُ وَبايَعوني فَأَنجَحَ حُسنُ رَأيي في عِداكا فَصِرتُ إِذا خَطَبتَ جَميلَ رَأيي أُشيرُ بِما أَرى فيهِ هَواكا وَلَم أَتَبِع خُطاكَ لِضُعفِ رَأيِي وَلا أَنّي أُريدُ بِهِ رَداكا وَلَكِنّي أُحاذِرُ مِنكَ سُخطاً فَأَتبَعُ كُلَّ ما فيهِ رِضاكا
يا سادة حملت من بعدهم
يا سادَةً حُمِّلتُ مِن بَعدِهِم أَكثَرَ مِن عَهدي وَمِن طَوقي أَصبَحتُ كَالوَرقاءِ في مَدحِكُم لَمّا غَدا إِنعامُكُم طَوقي إِنَّ حَواسي الخَمسَ مُذ غِبتُمُ إِلَيكُمُ في غايَةِ الشَوقِ تَحلونَ في عَيني وَسَمعي وَفي لَمسي وَفي شَمّي وَفي ذَوقي كَذا جِهاتي السِتُّ مِن بَعدِكُم مَملوءَةٌ مِن لا عِجِ الشَوقِ خَلفي وَقُدّامي وَيُمنايَ وَيُس رايَ وَمِن تَحتي وَمِن… متابعة قراءة يا سادة حملت من بعدهم
رعى الله من لم يرع لي حق صحبة
رَعى اللَهُ مَن لَم يَرعَ لي حَقُّ صُحبَةٍ وَسَلَّمَ مَن لَم يَسخُ لي بِسَلامِهِ وَفي ذِمَّةِ الرَحمَنِ مَن ذَمَّ صُحبَتي وَلَم أَكُ يَوماً ناقِضاً لِذِمامِهِ وَإِنّي عَلى صَبري عَلى فَرطِ هَجرِهِ وَقُربِ مَغانيهِ وَبُعدِ مَرامِهِ يُحاوِلُ طَرفي لَحظَةً مِن خَيالِهِ وَيَشتاقُ سَمعي لَفظَةً مِن كَلامِهِ وَيَومَ وَقَفنا لِلوَداعِ وَقَد بَدا بِوَجهٍ يُحاكي البَدرَ عِندَ تَمامِهِ… متابعة قراءة رعى الله من لم يرع لي حق صحبة
حلت بمزجها المدام
حَلَّت بِمَزجِها المُدامُ فَالمَزجُ لِنَقصِها تَمامُ لا أَشرَبُها بِغَيرِ ماءٍ فَالخَمرُ بِعَينِها حَرامُ حَمراءُ لِنورِها وَميضٌ يُجلى بِشُعاعِهِ الظَلامُ الدُرُّ لِكَأسِها نِطاقٌ وَالمِسكُ لِدَنِّها خِتامُ شَمطاءُ تَنجَلي عَروساً لِلدُرِّ بِنَحرِها نِظامُ لِلهَمِّ بِمَزجِها قُطوبٌ إِن لاحَ لِثَغرِها اِبتِسامُ لَو نادَمَها النَديمُ يوماً ما أَعجَزَها لَهُ الكَلامُ إِن قالَ لَهُ اِمرُؤٌ سَلامٌ قالَت وَعَلَيكُمُ السَلامُ
إن القوافي عندنا حركاتها
إِنَّ القَوافي عِندَنا حَرَكاتُها سِتٌّ عَلى نَسَقٍ بِهِنَّ يُلاذُ رَسٌّ وَإِشباعٌ وَحَذوٌ ثُمَّ تَو جيهٌ وَمَجرى بَعدَهُ وَنَفاذُ
سألتكم رد جوابي فكم
سَأَلتُكُم رَدَّ جَوابي فَكَم يَدٍ لَكُم مِن قَبلِها عِندي فَقَلَّدونا مِنَّةً وَاِعجَبوا مِن سائِلٍ يَقنَعُ بِالرَدَّ
شكرت إلهي إذ بلى من أحبه
شَكَرتُ إِلَهي إِذ بَلى مَن أُحِبُّهُ بِعِشقِ مَليحٍ في الهَوى لَيسَ يُنصِفُ يُجَرِّعُهُ أَضعافَ ما بي مِنَ الأَذى وَيُنحِلُهُ بِالهَجرِ مِنهُ وَيُتلِفُ فَأَورَدَهُ ما أَورَدَ الناسَ في الهَوى وَأَسلَفَهُ الوَجدَ الَّذي كانَ يُسلِفُ فَأَصبَحَ مَسلوباً وَإِن كانَ سالِباً فَفي الحُزنِ يَعقوبٌ وَفي الحُسنِ يوسُفُ
لله خط كتاب خلته دررا
لِلَّهِ خَطُّ كِتابٍ خِلتُهُ دُرَراً أَو رَوضَةً رَصَّعَتها السُحُب بِالبَرَدِ أَبدَت بِظاهِرِهِ أَيدي مُجَلَّدُهُ نَقشاً عَلى جِلدَةٍ أَوهَت بِهِ جِلَدي