أَرى القَلبَ أَمسى بِالأَوانِسِ مولَعاً وَإِن كانَ مِن عَهدِ الصِبا قَد تَمَتَّعا وَلَمّا سَرى الهَمُّ الغَريبُ قَرَيتُهُ قِرى مَن أَزالَ الشَكَّ عَنهُ وَأَزمَعا عَزَمتُ فَعَجَّلتُ الرَحيلَ وَلَم أَكُن كَذى لَوثَةِ لا يَطلِعُ الهَمَّ مَطلَعا فَأَمَّت رِكابي أَرضَ مَعنٍ وَلَم تَزَل إِلى أَرضِ مَعنٍ حَيثُما كانَ نُزَّعا نَجائِبُ لَولا أَنَّها سُخِّرَت لَنا أَبَت عِزَّةُ مِن جَهلِها… متابعة قراءة أرى القلب أمسى بالأوانس مولعا
مروان بن أبي حفصة
مروان بن أبي حفصة سُليمان بْن يحيى بْن أبي حفصة يزيد بن عبد الله الأمويّ.(105 - 182 هـ = 723 - 798 م) وهو شاعر عالي الطبقة، من شعراء صدر الإسلام، يكنى أبا السِّمْط. كان جدّه أبو حفصة مولى لمروان بن الحكم أعتقه يوم الدار، ولد باليمامة من أسرة عريقة في قول الشعر، وأدرك العصرين الأموي والعباسي، مدح الخلفاء والأمراء، وسائر شِعرِه سائرٌ لحُسْنِه وفُحُولته، واشتهر اسمه. وحكى عنه خَلَف الأحمر، والأصمعيّ.
صحا بعد جهل فاستراحت عواذله
صَحا بَعدَ جَهلٍ فَاِستَراحَت عَواذِلُه وَأَقصَرنَ عَنهُ حينَ أَقصَرَ باطِلُه وَقالَ الغَواني قَد تَوَلّى شَبابُهُ وَبُدِّلَ شَيبا بِالخِضابِ يُقاتِلُه يُقاتِلُهُ كَيما يَحولَ خِضابُهُ وَهيهاتَ لا يَخفى عَلى اللَحظِ ناصِلُه وَمَن مُدَّ في أَيّامِهِ فَتَأَخَّرَت مَنِيَّتُهُ فَالشَيبُ لا شَكَّ شامِلُه إِلَيكَ قَصَرنا النِصفَ مِن صَلَواتِنا مَسيرَةَ شَهرٍ بَعدَ شَهرٍ نُواصِلُه فَلا نَحنُ نَخشى أَن يَخيبَ رَجاؤُنا… متابعة قراءة صحا بعد جهل فاستراحت عواذله
سيحشر يعقوب بن داود خائبا
سَيُحشَرُ يَعقوبُ بِنُ داودُ خائِباً يَلوحُ كِتابٌ بَينَ عَينَيهِ كافِرُ خِيانَتُهُ المَهدِيَّ أَودَت بِذِكرِهِ فَأَمسى كَمَن قَد غَيَّبَتهُ المَقابِرُ بَدا مِنكَ لِلمَهدِيِّ كَالصُبحِ ساطِعاً مِنَ الغِشِّ ما كانَت تُجِنُّ الضَمائِرُ وَهَل لِبياضِ الصُبحِ إِن لاحَ ضَوؤُهُ فَجابَ الدُجى مِن ظُلمَةِ اللَيلِ ساتِرُ أَمَنزِلَةٌ فَوقَ الَّتي كُنتَ نِلتَها تَعاطَيتَ لا أَفلَحتَ مِمّا تُحاذِرُ
لله درك يا عقيلة جعفر
لِلَّهِ دَرُّكِ يا عَقيلَةَ جَعفَرٍ ماذا وَلَدتِ مِنَ العُلا وَالسُؤدَدِ إِنَّ الخِلافَةَ قَد تَبَيَّنَ نورُها لِلنّاظِرينَ عَلى جَبينِ مُحَمَّدِ
كأنه حين يعطي المال يغنمه
كَأَنَّهُ حينَ يُعطي المالَ يَغنَمُهُ
لعمرك لا أنسى غداة المحصب
لَعَمرُكَ لا أَنسى غَداةَ المُحَصِّبِ إِشارَةَ سَلمى بِالبَنانِ المُخَضَّبِ وَقَد صَدَرَ الحُجّاجُ إِلّا أَقَلَّهُم مَصادِرَ شَتّى مَوكِباً بَعدَ مَوكِبِ
لا تعدموا راحتي معن فإنهما
لا تَعدَموا راحَتَي مَعنٍ فَإِنَّهُما بِالجودِ أَفتَنَتا يَحيى بِنَ مَنصورِ لَمّا رَأَى راحَتَي مَعنٍ تَدَفَّقَتا بِنائِلٍ مِن عَطاءٍ غَيرِ مَنزورِ أَلقى المُسوح الَّتي قَد كانَ يَلبَسُها وَظَلَّ لِلشِعرِ ذا رَصفٍ وَتَحبيرُ
إلى ملك مثل بدر الدجى
إِلى مَلِكٍ مِثلِ بَدرِ الدّجى عَظيمِ الفِناءِ رَفيعِ الدِعَم قَريعِ نِزارٍ غَداةَ الفَخارِ وَلَو شِئتُ قُلتُ جَميعَ الأُمَم لَهُ كَفُّ جودٍ تُفيدُ الغِنى وَكَفٌّ تُبيدُ بِسَيفِ النِقَم
يا أكرم الناس من عرب ومن عجم
يا أَكرَمَ الناس مِن عُربٍ وَمِن عَجَمِ بَعدَ الخَليفَةِ يا ضَرغامَةَ العَرَبِ أَفنَيتَ مالَكَ تُعطيهِ وَتُنهِبُهُ يا آفَة الفَضَّةِ البَيضاءِ وَالذَهَبِ إِنَّ السِنانَ وَحَدَّ السَيفِ لَو نَطَقا لأَخبَرا عَنكَ في الهَيجاءِ بِالعَجَبِ
تخيرت للمدح ابن يحيى بن خالد
تَخَيَّرتُ لِلمَدحِ اِبنَ يَحيى بِن خالِدٍ فَحَسبي وَلَم أَظلِم بِأَن أَتَخَيَّرا لَهُ عادَةٌ أَن يَبسُطَ العَدلَ وَالنَدى لِمَن ساسَ مِن قَحطانَ أَو مَن تَنَزَّرا إِلى المِنبَرِ الشَرقِيِّ سارَ وَلَم يَزَل لَهُ والِدٌ يَعلو سَريراً وَمِنبَرا يُعَدُّ وَيَحيى البَرمَكِيُّ وَلا يُرى لَهُ الدَهرَ إِلّا قائِداً أَو مُؤَمَّرا