أَمِن كُلِّ شَيءٍ بَلَغتَ المُرادا وَفي كُلِّ شَأوٍ شَأَوتَ العِبادا فَماذا تَرَكتَ لِمَن لَم يَسُد وَماذا تَرَكتَ لِمَن كانَ سادا كَأَنَّ السُمانى إِذا ما رَأَتكَ تَصَيَّدُها تَشتَهي أَن تُصادا
أبو الطيب المتنبي
أبو الطيّب المتنبي (303هـ - 354هـ) (915م - 965م) هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي أبو الطيب الكندي الكوفي المولد، نسب إلى قبيلة كندة نتيجة لولادته بحي تلك القبيلة في الكوفة لا لأنه منهم. عاش أفضل أيام حياته وأكثرها عطاء في بلاط سيف الدولة الحمداني في حلب وكان من أعظم شعراء العرب، وأكثرهم تمكناً من اللغة العربية وأعلمهم بقواعدها ومفرداتها، وله مكانة سامية لم تُتح مثلها لغيره من شعراء العرب. فيوصف بأنه نادرة زمانه، وأعجوبة عصره، وظل شعره إلى اليوم مصدر إلهام ووحي للشعراء والأدباء. وهو شاعر حكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي. وتدور معظم قصائده حول مدح الملوك. ولقد قال الشعر صبياً، فنظم أول أشعاره وعمره 9 سنوات، واشتُهِرَ بحدة الذكاء واجتهاده وظهرت موهبته الشعرية مبكراً.
عدوك مذموم بكل لسان
عَدُوُّكَ مَذمومٌ بِكُلِّ لِسانِ وَلَو كانَ مِن أَعدائِكَ القَمَرانِ وَلِلَّهِ سِرٌّ في عُلاكَ وَإِنَّما كَلامُ العِدا ضَربٌ مِنَ الهَذَيانِ أَتَلتَمِسُ الأَعداءُ بَعدَ الَّذي رَأَت قِيامَ دَليلٍ أَو وُضوحَ بَيانِ رَأَت كُلَّ مَن يَنوي لَكَ الغَدرَ يُبتَلى بِغَدرِ حَياةٍ أَو بِغَدرِ زَمانِ بِرَغمِ شَبيبٍ فارَقَ السَيفُ كَفَّهُ وَكانا عَلى العِلّاتِ يَصطَحِبانِ كَأَنَّ رِقابَ الناسِ قالَت لِسَيفِهِ… متابعة قراءة عدوك مذموم بكل لسان
بغيرك راعيا عبث الذئاب
بِغَيرِكَ راعِياً عَبِثَ الذِئابُ وَغَيرَكَ صارِماً ثَلَمَ الضِرابُ وَتَملِكُ أَنفُسَ الثَقَلَينِ طُرّاً فَكَيفَ تَحوزُ أَنفُسَها كِلابُ وَما تَرَكوكَ مَعصِيَةً وَلَكِن يُعافُ الوِردُ وَالمَوتُ الشَرابُ طَلَبتَهُم عَلى الأَمواهِ حَتّى تَخَوَّفَ أَن تُفَتِّشَهُ السَحابُ فَبِتُّ لَيالِياً لا نَومَ فيها تَخُبُّ بِكَ المُسَوَّمَةُ العِرابُ يَهُزُّ الجَيشُ حَولَكَ جانِبَيهِ كَما نَفَضَت جَناحَيها العُقابُ وَتَسأَلُ عَنهُمُ الفَلَواتِ حَتّى أَجابَكَ بَعضُها… متابعة قراءة بغيرك راعيا عبث الذئاب
تذكرت ما بين العذيب وبارق
تَذَكَّرتُ ما بَينَ العُذَيبِ وَبارِقِ مَجَرَّ عَوالينا وَمَجرى السَوابِقِ وَصُحبَةَ قَومٍ يَذبَحونَ قَنيصَهُم بِفَضلَةِ ما قَد كَسَّروا في المَفارِقِ وَلَيلاً تَوَسَّدنا الثَوِيَّةَ تَحتَهُ كَأَنَّ ثَراها عَنبَرٌ في المَرافِقِ بِلادٌ إِذا زارَ الحِسانَ بِغَيرِها حَصا تُربِها ثَقَّبنَهُ لِلمَخانِقِ سَقَتني بِها القُطرُبُّلِيَّ مَليحَةٌ عَلى كاذِبٍ مِن وَعدِها ضَوءُ صادِقِ سُهادٌ لِأَجفانٍ وَشَمسٌ لِناظِرٍ وَسُقمٌ لِأَبدانٍ وَمِسكٌ لِناشِقِ… متابعة قراءة تذكرت ما بين العذيب وبارق
حاشى الرقيب فخانته ضمائره
حاشى الرَقيبَ فَخانَتهُ ضَمائِرُهُ وَغَيَّضَ الدَمعَ فَاِنهَلَّت بَوادِرُهُ وَكاتِمُ الحُبِّ يَومَ البَينِ مُنهَتِكٌ وَصاحِبُ الدَمعِ لا تَخفى سَرائِرُهُ لَولا ظِباءُ عَدِيٍّ ما شُغِفتُ بِهِم وَلا بِرَبرَبِهِم لَولا جَآذِرُهُ مِن كُلِّ أَحوَرَ في أَنيابِهِ شَنَبٌ خَمرٌ يُخامِرُها مِسكٌ تُخامِرُهُ نَعجٌ مَحاجِرُهُ دُعجٌ نَواظِرُهُ حُمرٌ غَفائِرُهُ سودٌ غَدائِرُهُ أَعارَني سُقمَ عَينَيهِ وَحَمَّلَني مِنَ الهَوى ثِقلَ ما تَحوي… متابعة قراءة حاشى الرقيب فخانته ضمائره
وشادن روح من يهواه في يده
وَشادِنٍ روحُ مَن يَهواهُ في يَدِهِ سَيفُ الصُدودِ عَلى أَعلى مُقَلَّدِهِ ما اِهتَزَّ مِنهُ عَلى عُضوٍ لِيَبتُرَهُ إِلّا اِتَّقاهُ بِتُرسٍ مِن تَجَلُّدِهِ ذَمَّ الزَمانُ إِلَيهِ مِن أَحِبَّتِهِ ما ذَمَّ مِن بَدرِهِ في حَمدِ أَحمَدِهِ شَمسٌ إِذا الشَمسُ لاقَتهُ عَلى فَرَسٍ تَرَدَّدَ النورُ فيها مِن تَرَدُّدِهِ إِن يَقبُحِ الحُسنُ إِلّا عِندَ طَلعَتِهِ فَالعَبدُ يَقبُحُ إِلّا عِندَ… متابعة قراءة وشادن روح من يهواه في يده
أعددت للغادرين أسيافا
أَعدَدتُ لِلغادِرينَ أَسيافا أَجدَعُ مِنهُم بِهِنَّ آنافا لا يَرحَمُ اللَهُ أَرؤُساً لَهُم أَطَرنَ عَن هامِهِنَّ أَقحافا ما يَنقِمُ السَيفُ غَيرَ قِلَّتِهِم وَأَن تَكونَ المِئُونَ آلافا يا شَرَّ لَحمٍ فَجَعتُهُ بِدَمٍ وَزارَ لِلخامِعاتِ أَجوافا قَد كُنتَ أُغنيتَ عَن سُؤالِكَ بي مَن زَجَرَ الطَيرَ لي وَمَن عافا وَعَدتُ ذا النَصلِ مَن تَعَرَّضَهُ وَخِفتُ لَمّا اِعتَرَضتَ إِخلافا لا… متابعة قراءة أعددت للغادرين أسيافا
لا عدم المشيع المشيع
لا عَدِمَ المُشَيِّعَ المُشَيَّعُ لَيتَ الرِياحَ صَنَّعٌ ما تَصنَعُ بَكَرنَ ضَرّا وَبَكَرتَ تَنفَعُ وَسَجسَجٌ أَنتَ وَهُنَّ زَعزَعُ وَواحِدٌ أَنتَ وَهُنَّ أَربَعُ وَأَنتَ نَبعٌ وَالمُلوكُ خِروَعُ
أقل فعالي بله أكثره مجد
أَقَلُّ فَعالي بَلهَ أَكثَرَهُ مَجدُ وَذا الجِدُّ فيهِ نِلتُ أَم لَم أَنَل جَدُّ سَأَطلُبُ حَقّي بِالقَنا وَمَشايِخٍ كَأَنَّهُمُ مِن طولِ ما اِلتَثَموا مُردُ ثِقالٍ إِذا لاقَوا خِفافٍ إِذا دُعوا كَثيرٍ إِذا شَدّوا قَليلٍ إِذا عُدّوا وَطَعنٍ كَأَنَّ الطَعنَ لا طَعنَ عِندَهُ وَضَربٍ كَأَنَّ النارَ مِن حَرِّهِ بَردُ إِذا شِئتُ حَفَّت بي عَلى كُلِّ سابِحٍ رِجالٌ… متابعة قراءة أقل فعالي بله أكثره مجد
قالوا لنا مات إسحاق فقلت لهم
قالوا لَنا ماتَ إِسحاقُ فَقُلتُ لَهُم هَذا الدَواءُ الَّذي يَشفي مِنَ الحُمُقِ إِن ماتَ ماتَ بِلا فَقدٍ وَلا أَسَفٍ أَو عاشَ عاشَ بِلا خَلقٍ وَلا خُلُقِ مِنهُ تَعَلَّمَ عَبدٌ شَقَّ هامَتَهُ خَونَ الصَديقِ وَدَسَّ الغَدرِ في المَلَقِ وَحَلفَ أَلفِ يَمينٍ غَيرَ صادِقَةٍ مَطرودَةٍ كَكُعوبِ الرُمحِ في نَسَقِ ما زِلتُ أَعرِفُهُ قِرداً بِلا ذَنَبٍ صِفراً مِنَ… متابعة قراءة قالوا لنا مات إسحاق فقلت لهم