أُصمُت وَإِن تَأبَ فَاِنطُق شَطرَ ما سَمِعَت أُذُناكَ فَالفَمُ نِصفُ اِثنَينِ في العَدَدِ وَاِجعَلهُ غايَةَ ما يَأتي اللِسانُ بِهِ وَإِن تَجاوَزَ لَم يَقرُب مِنَ السَدَدِ الناسُ أَجمَعُ مِن دُنياهُمُ خُلِقوا فَما اِنتِقالَكَ مِن أَدٍّ إِلى أَدَدِ بُعداً لَهُم مِن رِجالٍ لا حُلومَ لَهُم يَمشونَ في الوَعثِ إِعراضاً عَنِ الجَدَدِ وَدِدتُ أَنَّ إِلهي كانَ غادَرَني وَمُدَّتي… متابعة قراءة أصمت وإن تأب فانطق شطر ما سمعت
أبو العلاء المعري
أبو العلاء المعري (363 هـ - 449 هـ) (973 -1057م) هو أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري، شاعر ومفكر ونحوي وأديب من عصر الدولة العباسية، ولد وتوفي في معرة النعمان في محافظة إدلب وإليها يُنسب. لُقب بـرهين المحبسين أي محبس العمى ومحبس البيت وذلك لأنه قد اعتزل الناس بعد عودته من بغداد حتى وفاته.
لم يكفها نور خديها ونور نقا
لَم يَكفِها نورُ خَدَّيها وَنورُ نَقاً في ثَغرِها فَأَصارَت عَشرَها عَنَما كانَت أَضَرَّ لِأَهلِ النُسكِ مِن صَنَمٍ فَلِيُبعِدِ اللَهُ تِلكَ الحَودَ وَالصَنَما لَم يَغنَمِ القَيلُ عُدَّت في الإِماءِ لَهُ بَل مُظهِرُ الزُهدِ في أَمثالِها غَنِما
أنفت وقد أنفت على عقود
أَنِفتُ وَقَد أَنِفتُ عَلى عُقودٍ سِواراً كَي يَقولَ الناسُ حالِ وَكَيفَ أُشيدُ في يَومي بِناءً وَأَعلَمُ أَنَّ في غَدي اِرتِحالي مِحالُكَ زَلَّةٌ وَالدَهرُ خَبٌّ يَسيرُ بِأَهلِهِ قَلِقَ المَحالِ أَقَمنا في الرِحالِ وَنحنُ سَفرٌ كَأَنّا قاعِدونَ عَلى الرِحالِ أَراكَ الجَهلُ أَنَّكَ في نَعيمٍ وَأَنتَ إِذا اِفتَكَرتَ بِسوءِ حالِ إِذا ما كانَ إِثمِدُنا تُراباً فَأَيُّ الناسِ يَرغَبُ… متابعة قراءة أنفت وقد أنفت على عقود
العيش أدى إلى ضر ومهلكة
العَيشُ أَدّى إِلى ضُرٍّ وَمَهلَكَةٍ لَولا الحَياةُ لَكانَ الجِسمُ كَالصَنَمِ مَن يَفقِدِ الحِسَّ لا يُعرَف بِمَخزِيَةٍ إِنَّ الذُبابَ يَعلُ الجَنى يَنَمِ هَذا الأَنامُ لَهُ شَأنٌ يُرادُ بِهِ وَأَنتَ غَيري وَلَيسَ الأَريُ كَالهَنَمِ مَعنىً خَبيءٌ عَلى ما بانَ مِنهُ كَما تُبنى الزَوائِدُ مِن يا أَوسُ لا تَنَمِ وَحاجَةُ النَفسِ تُرضيها بِما سَخَطَت وَكَم تَجَرَّأَ رَبُّ الإِبلِ… متابعة قراءة العيش أدى إلى ضر ومهلكة
لم تلق في الأيام إلا صاحبا
لَم تَلقَ في الأَيّامِ إِلّا صاحِباً تَأَذّى بِهِ طولَ الحَياةِ وَتَألَمُ وَيَعُدُّ كَونَكَ في الزَمانِ بَليَّةً فَاِصبِر لَها فَكَذاكَ هَذا العالَمُ
أوف ديوني وخل أقراضي
أَوفِ دُيوني وَخَلِّ أَقراضي مِثلُكَ لا يَهتَدي لِأَغراضي ما لِبَني آدَمٍ غَدوا أُمَماً لَهُم عُروضٌ بِغَيرِ أَعراضِ كَم رَجُلٍ ماطَلَت مَنيَّتُهُ قَليلَ مالٍ كَثيرَ أَمراضِ وَهُوَ بِدُنياهُ مولَعٌ كَلِفٌ يَقنَعُ مِن صَيدِها بِمِعراضِ حَلَّت نِحاسَ الناموسِ فِضَّةُ شَي بٍ لَكَ حَلَّت هَديدَ مِقراضِ لَم تَرضَ ذاكَ الفَتاةُ عَنكَ وَلا رَبُّكَ فيما فَعَلتَهُ راضِ قَصّاً وَخَضباً… متابعة قراءة أوف ديوني وخل أقراضي
يحاول طينا أرمنيا لعله
يُحاوِلُ طيناً أَرمَنِيّاً لَعَلَّهُ يُدافِعُ عَن حَوبائِهِ قَدَراً حُمّا لَهُ أَجلٌ إِن حانَ لَم تَثنِهِ الرُقى وَإِن لَم يَحِن لَم يَخشَ مِن شُربِهِ السُمّا
كفي دموعك للتفرق واطلبي
كُفّي دُموعَكِ لِلتَفَرُّقِ وَاِطلُبي دَمعاً يُبارِكُ مِثلَ دَمعِ الزاهِدِ فَبِقَطرَةٍ مِنُ تَبوخُ جَهَنَّمٌ فيما يُقالُ حَديثُ غَيرِ مُشاهِدِ خافي إِلهَكِ وَاِحذَري مِن أُمَّةٍ لَم يَلبَسوا في الدينِ ثَوبَ مُجاهِدِ أَكَلوا فَأَفنوا ثُمَّ غَنّوا وَاِنتَشوا في رَقصِهِم وَتَمَتَّعوا بِالشاهِدِ حالَت عُهودُ الخَلقِ كَم مِن مُسلِمٍ أَمسى يَرومُ شَفاعَةً بِمُعاهِدِ وَهُوَ الزَمانُ قَضى بِغَيرِ تَناصُفٍ بَينَ الأَنامِ… متابعة قراءة كفي دموعك للتفرق واطلبي
لعمرك ما غادرت مطلع هضبة
لَعَمرُكَ ما غادَرتُ مَطلِعَ هَضبَةٍ مِنَ الفِكرِ إِلّا وَاِرتَقَيتُ هِضابَها أَقَلُّ الَّذي تَجني الغَواني تَبرُّجٌ يُري العَينَ مِنها حَليهَا وَخِضابَها فَإِن أَنتَ عاشَرتَ الكَعابَ فَصادِها وَحاوِل رِضاها وَاِحذَرَ نَّغَضابَها فَكَم بَكَرَت تَسقي الأَمَرَّ حَليلَها مِنَ الغارِ إِذ تَسقي الخَليلَ رُضابَها وَإِنَّ حِبالَ العَيشِ ما عَلِقَت بِها يَدُ الحَيِّ إِلّا وَهيَ تَخشى اِنقِضابَها
قال قوم ولا أدين بما قالوه
قالَ قَومٌ وَلا أَدينُ بِما قالوهُ إِنَّ اِبنَ آدَمٍ كَاِبنِ عِرسِ جِهلَ الناسُ ما أَبوهُ عَلى الدَه رِ وَلَكِنَّهُ مُسَمّىً بِحَرسِ في حَديثٍ رَواهُ قَومٌ لِقَومٍ رَهنَ طِرسٍ مُستَنسَخٍ بَعدَ طِرسِ