إِنَّ لِلَّهِ عِباداً فُطَنا تَرَكوا الدُنيا وَخافوا الفِتَنا نَظَروا فيها فَلَمّا عَلِموا أَنَّها لَيسَت لِحَيٍّ وَطَنا جَعَلوها لُجَّةً وَاِتَّخَذوا صالِحَ الأَعمالِ فيها سُفُنا
الإمام الشافعي
أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعيّ المطَّلِبيّ القرشيّ (150-204هـ / 767-820م) هو ثالث الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة، وصاحب المذهب الشافعي في الفقه الإسلامي، ومؤسس علم أصول الفقه، وهو أيضاً إمام في علم التفسير وعلم الحديث، وقد عمل قاضياً فعُرف بالعدل والذكاء. وإضافةً إلى العلوم الدينية، كان الشافعي فصيحاً شاعراً، ورامياً ماهراً، ورحّالاً مسافراً.
إذا نطق السفيه فلا تجبه
إِذا نَطَقَ السَفيهُ فَلا تَجِبهُ فَخَيرٌ مِن إِجابَتِهِ السُكوتُ فَإِن كَلَّمتَهُ فَرَّجتَ عَنهُ وَإِن خَلَّيتَهُ كَمَداً يَموتُ
تحكموا فاستطالوا في تحكمهم
تَحَكَّموا فَاِستَطالوا في تَحَكُّمِهِم وَعَمّا قَليلٍ كَأَنَّ الأَمرَ لَم يَكُنِ وَلَو أَنصَفوا أنُصِفوا لَكِن بَغَوا فَبَغى عَلَيهِمُ الدَهرُ بِالأَحزانِ وَالمِحَنِ فَأَصبَحوا وَلِسانُ الحالِ يُنشِدُهُم هَذا بِذاكَ وَلا عَتبٌ عَلى الزَمَنِ
سهرت أعين ونامت عيون
سَهِرَت أَعيِنٌ وَنامَت عُيونُ في أُمورٍ تَكونُ أَو لا تَكونُ فَاِدرَأِ الهَمَّ ما اِستَطَعتَ عَن النَفـ ـسِ فَحِملانُكَ الهُمومَ جُنونُ إِنَّ رَبّاً كَفاكَ بِالأَمسِ ماكا نَ سَيَكفيكَ في غَدٍ ما يَكونُ
علمي معي حيثما يممت ينفعني
عِلمي مَعي حَيثُما يَمَّمتُ يَنفَعُني قَلبي وِعاءٌ لَهُ لا بَطنُ صُندوقِ إِن كُنتُ في البَيتِ كانَ العِلمُ فيهِ مَعي أَو كُنتُ في السوقِ كانَ العِلمُ في السوقِ
العلم مغرس كل فخر فافتخر
العِلمُ مَغرَسُ كُلِّ فَخرٍ فَاِفتَخِر وَاِحذَر يَفوتُكَ فَخرُ ذاكَ المَغرَسِ وَاِعلَم بِأَنَّ العِلمَ لَيسَ يَنالُهُ مَن هَمُّهُ في مَطعَمٍ أَو مَلبَسِ لا أَخو العِلمِ الَذي يُعنى بِهِ في حالَتَيهِ عارِيا أَو مُكتَسي فَاِجعَل لِنَفسِكَ مِنهُ حَظّاً وافِراً وَاِهجُر لَهُ طيبَ الرُقادِ وَعَبسِ فَلَعَلَّ يَوماً حَضَرتَ بِمَجلِسٍ كُنتَ الرَئيسَ وَفَخرَ ذاكَ المَجلِسِ
تعمدني بنصحك في انفرادي
تَعَمَّدني بِنُصحِكَ في اِنفِرادي وَجَنِّبني النَصيحَةَ في الجَماعَه فَإِنَّ النُصحَ بَينَ الناسِ نَوعٌ مِنَ التَوبيخِ لا أَرضى اِستِماعَه وَإِن خالَفتَني وَعَصِيتَ قَولي فَلا تَجزَع إِذا لَم تُعطَ طاعَه
لقلع ضرس وضرب حبس
لِقَلعُ ضِرسٍ وَضَربُ حَبسِ وَنَزعُ نَفسٍ وَرَدُّ أَمسِ وَقَرُّ بَردٍ وَقَودُ فَردِ وَدَبغُ جِلدٍ بِغَيرِ شَمسِ وَأَكلُ ضَبٍّ وَصَيدُ دُبٍّ وَصَرفُ حَبٍّ بِأَرضِ خَرسِ وَنَفخُ نارٍ وَحَملُ عارٍ وَبَيعُ دارٍ بِرُبعِ فِلسِ وَبَيعُ خُفٍّ وَعَدمُ إِلفٍ وَضَربُ إِلفٍ بِحَبلِ قَلسِ أَهوَنُ مِن وَقفَةِ الحُرِّ يَرجو نَوالاً بِبابِ نَحسِ
سأصبر للحمام وقد أتاني
سَأَصبِرُ لِلحِمامِ وَقَد أَتاني وَإِلّا فَهُوَ آتٍ بَعدَ حينِ وَإِن أَسلَم يَمُت قَبلي حَبيبٌ وَمَوتُ أَحِبَّتي قَبلي يَسوِني
حسبي بعلمي إن نفع
حَسبي بِعِلمي إِن نَفَع ما الذُلُّ إِلّا في الطَمَع مَن راقَبَ اللَهَ رَجَع ما طارَ طَيرٌ وَاِرتَفَع إِلا كَما طارَ وَقَع